بسم الله الرحمن الرحيم
مع الجزء الخامس من القرأن العظيم و الصور الحية للأخرة من سورة
النساء صور اليوم تبين لنا واحدة من دلائل الإعجاز في القرأن
العظيم لعل الإنسان يفيق من غفلته قبل أن يجد نفسه في تلك
الصورة المرعبة والصورة تبين حال من يكفرون بأيات الله تعالى ..
وهي الدلائل على وجود الله جل شأنه ودليل وحدانيته سبحانه
سواء كانت في الكون مثل السموات والأرض وجميع المخلوقات
التي لا بد لها من خالق كما أن لكل صنعة من صانع
قال تعالى: أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون ؟
والنوع الثاني من الأيات هي أيات القرأن الكريم
الذي تحدى به اصحاب البلاغة أن يأتوا بمثل سورة
واحدة ..مااستطاعوا والتحدي قائم إلى يوم القيامة
سواء من الناحية الغوية أو الناحية العلمية
أما عن الإعجاز في هذه الصورة .. فإننا نرى جلودهم كلما نضجت
من فعل حرارة النار ..أبدلهم الله جلودا غيرها ..ليذوقوا العذاب
ولقد إكتشف العلماء حديثا أن جلد الأنسان هو ناقل الأحساس
الوحيد إلى المخ…. فإذا أحترق فلا إحساس
الصورة الحية لهذا الموقف
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ
بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا -56
الصورة الحية للمؤمنين في الجنة
جعلنا الله من أهلها
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: “إذا دخل أهل الجنة - الجنة- ينادي مناد: إن
لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا، فلا تسقموا أبداً،
وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا
أبداً" ((رواه مسلم)).
نرى جنات تجري من تحتها الأنهار
وهذا النعيم أبدي لا موت فيه .. أزواج مطهرة ,
ظل ظليل
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً -
57
كيف الوصول إلى هذا النعيم ؟؟
أسمعوا معي إلى كلام الله تعالى
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ
أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا -58
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً -59
صور الصحبة في جنات النعيم
وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا -69
وتظهر صورة مرعبة لمن يقتل المؤمن
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا -93
وتظهر صور اخرى طبقا للسلوك الذي عمله الأنسان
وليس بالأماني
ونسمع ونرى هذه الصور
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً -122
لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ
لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا -123
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا -124
فدخول الجنة ليس بالأماني الكاذبة ولكن بالعمل الصالح
والعمل الصالح يجب أن يكون نابعا من إيمان راسخ في القلب
وهناك صورة مرعبة لفئة أشد خطرا على المؤمنين
لأنهم يظهروا ما ليس في قلوبهم فهم مع المؤمنين باللسان ومع الكافرين بالقلب
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا -145
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا -146
مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا -147
ويفتح الله لهم باب التوبة من هذا الداء الخطير ودعاهم للإصلاح
والتمسك بكتاب الله والأخلاص لله
وبين لنا الله الرحمن الرحيم.. أن شكر نعم الله والأيمان , أمانا من
العذاب
قال تعالى: لأن شكرتم لأزيدنكم
وقد ورد معنى الشكر في سلسلة الأخلاق في القرأن العظيم
وإنه عمل وليس قولا فقط
قال تعالى : إعملوا آل داود شكرا
والأيمان كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره
جعلنا الله من المؤمنين المخلصين
العاملين بكتابه وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم
وإلى لقاء قريب
__________________