بسم الله الرحمن الرحيم
نوعان من الدعاء من دعا بهما فقد دعا الله باسمه الأعظم.
وفي "السنن" نوعان من الدعاء، يقال في كل منهما لمن دعا به الله بسمه الأعظم
: أحدهما:"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، أنت الله المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام.
والآخر: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
والأول:سؤال بأنه المحمود
والثاني:سؤال بأنه الأحد بذاك سؤالابكونه محمودا وهذا سؤالا بوحدانيته المقتضية توحدا، وهو في نفسه محمود يستحق الحمد معبود يستحق العبادة.
والنصف الأول من الفاتحة – الذي هو نصف الرب – أوله تحميد وآخره تعبيد
وقد بسط مثل هذا في مواضع وبين أن التحميد والتوحيد مقرونان لا بد منهما في كل خطبة.
فـ"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم"و"كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء"
و"الحمد" مقرون بـ"التسبيح"، و"لا إله إلا الله" مقرون بـ"التكبير"، فذاك تحميده، وهذا توحيده.
قال تعالى: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: من الآية65) .
ففي أحدهما: إثبات المحامد له، وذلك يتضمن جميع صفات الكمال ومنع النقائص.
وفي الآخر: إثبات وحدانيته في ذلك وأنه ليس له كفؤ في ذلك.
وقد بينا في غير هذا الموضع أن هذينالأصلين يجمعان جميع أنواع التنزيه.
من كتاب قاعدة حسنة فيالباقيات الصالحات لإبن تيمية رحمه الله