من التراث العربي الفلسطيني
الذي كاد أن ينقرض كلياً من قرانا الفلسطينية
في زمن لا يعرف أغلب الناس ما هو الطابون.
تطلق كلمة "الطابون" على الغرفة التي تحتوي على الموقد،
وهي غرفة صغيرة بحجم "خم الجاج"،
سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل،
وكذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه،
والذي يدعى أيضا "بيت الخبز" أو "بيت العيش".
الطابون مدفون في الأرض،
وهو مصنوع من الطين الأصفر المخلوط بالقش،
قطره 80-100 سم وعمقه حوالي 40 سم،
والفتحة في الوسط بقطر 40-50 سم.
وغطاء الفتحة من الحديد ويدعى "صْـمامة الطابون".
قاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء،
صغيرة ومستديرة ومنفصلة عن بعض، وتدعى "الرضـف".
وإذا علقت هذه الحجارة برغيف الخبز أو علقت قطع صغيرة من الرغي بها،
فإنها تدعى عندها "شـباب الطابون".
والهدف من الرضف هو زيادة الحرارة والمحافظة عليها لوقت أطول
بسبب توهجها البطيء.
يستعمل الطابون من الداخل للخبز والطبخ (الصواني والقِدرِة)
والشي (الباذنجان) والتحميص (حبوب القهوة )،
أما "ساس الطابون" وهو الجدار الخارجي المغطى بالرماد (السكن)
فيستعمل لشي البطاطا والكستناء والبلوط،
ولـ "تجمير" الفحم لاستعماله في كانون التدفئة ولصنع القهوة في البيت.
هـنا نرى كيف يسـتعمل الطابون لصنع "المسـخـَّن" أو "المحـَمـَّر"،
وهو خبـز طابون مغطى بخليط من البصل والزيت والبهارات
بالإضافة إلى الدجاج المحمـَّر.
إخراج الخبز أو الصينية من الطابون يدعى "القلع".
تشغيل الطابون يسمى "تدوير"، ويقال "دارت الطابون"
أي شغلته للمرة الأولى، وهذا يحدث عادة في أول موس الشتاء.
تزويد الطابون يوميا بمواد الوقود يسمى "تزبيل".
ويـُزبـَّل الطابون مرتين في اليوم،
عند الفجـر، وعند الغروب
والمواد المستعملة للتزبيل هي زبل الماشية أو الجفت (بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه)
أو خليط من الاثنين، وعند الحاجة إلى استعمال الطابون مبكراَ يتم خلط الزبل
أو الجفت بالقصل (عيدان القمح الجافة) الذي يشتعل بسرعة.
اتمنى الموضوع يعجبكم